| 0 التعليقات ]

تمكنت دراسة علمية بيئية من اكتشاف تقنية جديدة لمعالجة المخلفات النفطية العالقة بالتربة في مدة لا تتجاوز 42 يوما، تعتمد هذه التقنية على استخدام المعالجة الحيوية بطريقة جديدة فاعلة باستعمال منتجات الأحياء الدقيقة (بكتيريا وأنزيم).
وقد حصلت شركة سعودية متخصصة في مجال البيئة على الوكالة الحصرية لتسويق هذه التقنية محلياً وعربياً كمستحضر حيوي أطلقت عليه OBT® اختصارا لـ oil biodegradation treatment، وذلك بعد أن أثبتت التجارب العلمية قدرته الهائلة على إزالة المخلفات النفطية من التربة والمياه في زمن قصير نسبياً.
وأوضحت الباحثة شادن الشيخ وهي مهندسة بيئية وصاحبة الدراسة، أنه تم إجراء اختبارات كفاءة المنتج OBT® في السودان على عينات تربة أخذت من منطقة حقل النفط هجليج (وحدة أبيي) الملوث بالنفط الخام الثقيل الناتج عن عمليات الحفر واستكشاف النفط، وقد تمت إجراء كافة الفحوص المخبرية في معامل النفط المركزية التابعة لوزارة الطاقة والتعدين السودانية.
وأكدت الباحثة أن الدراسة التي نالت على أثرها درجة الماجستير في الهندسة البيئية من جامعة الخرطوم أثبتت أن استخدام المستحضر الحيوي OBT® له كفاءة عالية في إزالة التلوث النفطي من التربة في ستة أسابيع وهي المدة التي تمت خلالها التجربة المخبرية.
وأشارت الباحثة إلى أن هذه التجربة أجريت مخبرياً لأول مرة في المنطقة وتمت التوصية بتطبيق هذه المعالجة على أرض الواقع في حقول النفط في السودان، على اعتبار أن معالجة شدة وقوة التلوث النفطي بمختلف أشكاله تعد مكلفة وغير فاعلة لذا فإنه لا بد من تطبيق مثل هذه المواد التي تعالج كميات كبيرة من التلوث في زمن يعد قصيرا ً نسبيا فضلا عن كونها صديقة للبيئة. وقالت: "إنه من المعروف أن الأحياء الدقيقة تزيل الملوثات النفطية من التربة لأنها تتغذى عليها وتحولها إلى ثاني أكسيد الكربون والماء ومركبات بسيطة أخرى".
وأضافت: لقد تم عمل التجارب المخبرية مثل الرقم الهيدروجيني، محتوى المعادن الثقيلة، قياس تركيز المركبات الهيدروكربونية البترولية كل أسبوع، بعد ستة أسابيع من التزويد بالمنتج البكتيري بالمقارنة بالبكتيريا الطبيعية وجدنا أن نسبة نظافة العينة المزودة بالمنتج قد وصلت لأكثر من 88 في المائة بينما العينة الطبيعية إلى 36 في المائة في المدة نفسها، لذلك يمكن اعتبار موقع هجليج ذا أهمية لمثل هذه المعالجة للتربة الملوثة بالنفط، كونها فاعلة واقتصادية وتتطلب وقتا قصيرا للمعالجة، إلى جانب توافر الظروف البيئية المناسبة لمثل هذه المعالجة، إضافة إلى أنها صديقة للبيئة.
وأفادت المهندسة شادن الشيخ أن المحرك الرئيس وراء دراستها هو البحث عن وسائل طبيعية قادرة فالعة لمعالجة التلوث الناتج بشكل كبير من الممارسات الصناعية المختلفة وخاصة صناعة النفط والغاز بعد أن فشلت معظم الوسائل الكيميائية والميكانيكية وغيرها المستخدمة في معالجة أنواع التلوث ولم تعط النتيجة المرجوة على الرغم من التكاليف الباهظة التي تكبدها كثير من المؤسسات الصناعية لإزالة التلوث الناجم عن نشاطاتها.
وأشارت الشيخ إلى أن خير علاج يكون من الطبيعة ذاتها، هذا ما توصل إليه العلماء أخيراً فتمت دراسة واختبارات على أنواع من البكتيريا مأخوذة من الطبيعة الأم وتمت زراعتها وإنتاجها بأعداد كبيرة لتوضع في المياه أو التربة الملوثة فكانت النتيجة مذهلة ورائعة بلا آثار جانبية، وفي زمن قصير.
وتواصل الباحثة حديثها بالقول: "لقد تم إجراء بحثها على واحدة من هذه المواد المصنعة، إذ إن الجرام الواحد منها يحتوي على خمسة مليارات خلية بكتيرية وأنزيم وقد تم تحضير فريق العمل (المستحضر البيولوجي)، وذلك بخلطه بالماء الدافئ ورشه على التربة الملوثة التي يزيد تلوثها على 95 في المائة وتأمين ظروف حياة هذا الفريق من مغذيات معدنية ضرورية, رطوبة وهواء كي تستطيع هضم المواد الهيدروكربونية وتحويلها إلى مواد بسيطة كالماء وثاني أكسيد الكربون وحموض دسمة ومواد بسيطة غير سامة".

0 التعليقات

إرسال تعليق