ما هي تقنية الNFC

إذا كنت متابعا جيدا لما يحدث في سوق التقنية هذة الأيام فإنك بدون شك قد سمعت هذا الإختصار, NFC, أو تقنية الNear Field Communication أو ما يمكننا أن نسميها بالعربية تقنية التواصل قريب المدى. و لا أشك في أن هذا المصطلح الجديد قد أثار فضولك لمعرفة ماهية هذة التقنية الجديدة التي تتسارع شركات الهواتف الذكية هذة الأيام لتضمينها في منتجاتها الجديدة فضلا عن الأحاديث المتصلة حول نوايا العديد من الشركات المتعاملة مع المستخدم عالميا البدء في تبني هذة التقنية في منافذها المختلفة.
أغلب الظن أن ما سمعته حول هذة التقنية يصب في مفهوم كونها تقنية للدفع الإلكتروني أو بديل عن بطاقات الإئتمان, و لكن الواقع هو أن هذا التعريف لتقنية الNFC هو تعريف قاصر, فعلى الرغم من كون التعاملات المادية الإلكترونية واحدة من أبرز ما قد تغيره هذة التقنية من وجوه الحياة إلا أن تطبيقات الNFC تتجاوز ذلك الى آفاق أخرى عديدة.

دعونا نعود الى البداية و نسأل هذا السؤال بأبسط معانيه .. ما هي تقنية الNFC ؟
الNFC هي تقنية تواصل لاسلكية يمكن تشبيهها – مع الفارق – بتقنية البلوتوث على سبيل المثال و هي تعمل بتردد 13.56MHz  و تستطيع نقل البيانات بسرعة قصوى لا تتجاوز ٤٢٤ كيلوبت بالثانية و  تختلف في كونها قادرة على تبادل البيانات في نطاق ضيق للغاية لا يتجاوز ٤ سنتيمترات بين طرفي تبادل المعلومات (الهاتف و جهاز التلقي أو هاتف آخر) و هو ما جعل استخدامها في المعاملات المالية ممكنا نظرا لكونها آمنة لدرجة بعيدة و لا يمكن التعاطي معها لاسلكيا عبر مدى بعيد.
ما هي آلية عمل تقنية الNFC ؟
تتصف الNFC بآلية عمل مميزة حيث يمكن استغلال متلقي الNFC المزودة به هذة الهواتف الحديثة في وضع من ثلاثة أوضاع مختلفة تصلح كل منها لاستخدامات عدة و هي الأوضاع التالية:

• وضع محاكاة البطاقات الممغنطة
• وضع قراءة البيانات
• وضع مشاركة البيانات

إذا, ما هي استخدامات الNFC المطروحة ؟
هناك احتمالات عديدة يمكن استغلال هذة التقنية الجديدة في تطبيقها, و لكن على سبيل المثال فقط و ليس الحصر فإن المخططات المطروحة في الوقت الحالي و المستقبل القريب تتضمن الإستخدامات الآتية:

• الدفع الإلكتروني: و هو الإستخدام الأكثر شهرة في الوقت الحالي حيث يمكن بعد تهيأة المناخ الداعم المناسب عبر توفير الخدمات و أجهزة الدفع المزودة بالNFC – و هو ما تقوم به العديد من الشركات في الوقت الحالي من بينها شركة فيزا العالمية – يمكن للمستخدم مستقبلا التخلي عن بطاقته الإئتمانية التي سيحل محلها هاتفه ليؤدي الغرض ذاته في دفع مقابل الخدمات و المنتجات المختلفة عبر تمرير الهاتف بدلا من البطاقة الإئتمانية بالقرب من ماكينات الدفع المعدة لذلك
• بالاعتماد على الوضع الثاني سالف الذكر في آلية عمل الNFC فإنه من المطروح حاليا تزويد الملصفات الإعلانية, طاولات المطاعم, و ربما كذلك المنشورات الإعلانية الصغيرة بمعلومات إضافية, صور و مقاطع فيديو و غيرها من المعلومات التي يرغب المعلن أو مقدم الخدمة في تقديمها الى المستخدم الذي سيحصل على هذة المعلومات بمجرد تفعيل الNFC في هاتفه و تمرير هاتفه بالقرب من هذة الملصقات أو المطبوعات المختلفة.
• يمكن للهواتف المزودة بالNFC أن تعمل كبديلا عن بطاقات العمل و الكروت الشخصية لتمرر بياناتك الى الطرف الآخر عبر هذا الإتصال قريب المدى كما يمكن للشركات في المعارض و المؤتمرات المختلفة أن تفعل الشئ ذاته مع عملائها المهتمين
• بعض الشركات المنتجة لأنظمة تأمين المنشآت تنظر في الوقت الحالي في إمكانية استخدام الهواتف المزودة بالNFC كبديل عن البطاقات الممغنطة المستخدمة في فتح الأبواب خاصة في قطاعات الفنادق و الشركات
• الأفكار عديدة و غير محدودة بحدود و لكنها بطبيعة الحال سوف تحتاج الى مزيد من الوقت حتى تتضح و تنتشر التقنية بالشكل الكافي لتطوير المزيد من هذة الحلول

هل يدعم هاتفي تقنية الNFC ؟ و ما هي الهواتف التي تدعم هذة التقنية ؟
نظريا, لا توجد حدود لدعم تقنية الNFC, حيث أن الشرائح التي تدعمها من الممكن تضمينها في بطاقات الmicroSD و حتى بطاقات الSIM و لكن عمليا فإن المستقبل الحقيقي لهذة التقنية يكمن في وجودها بشكل طبيعي في جميع الهواتف القادمة مستقبلا و هو ما أكدت عليه شركات مثل نوكيا التي تنوي تزويد إطلاق العديد من هواتفها الجديدة بدعم للNFC خلال العام الحالي و هو اتجاه يبدو أنه سيصبح شائع بين جميع المنتجين قريبا. في الوقت الحالي هناك بعض الهواتف التي تدعم الNFC – يمكنك مطالعة قائمة بها في هذة الصفحة – ربما يكون هاتف جوجل نيكسس إس هو أشهرها في الوقت الحالي